كلمة الرئيسة د. مي العبدالله في الملتقى الثامن 24-25 ت2 2022 حضرة رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران المحترم ، حضرة عميد كلية الإعلام الدكتور ابراهيم شاكر المحترم، حضرة مدير كلية الاعلام الدكتور رامي نجم المحترم، حضرات الضيوف الكرام، حضرات الأساتذة الزملاء والطلاب الأعزاء، أيها الحضور الكريم، صباح الخير وأهلا بالحميع. في هذه الأوقات اللبنانية والعالمية المضطربة يبقى هذا اللقاء كسابقه انتصارا جديدا على اليأس وشعلة نور في العتمة الرمادية. بعد ثماني سنوات من العمل البحثي الفريقي تحت مظلة شبكتنا العلمية، علينا أن نتوقف من جديد ونفكر في دوافع جديدة، تتكيف مع عالم مزدحم بالأزمات والحروب على أنواعها. لقد أصبح التواصل بالوسائط الرقمية عنصرا مركزيا في الحياة الجماعية، ومعيارًا حيويًا وحاسما لتحديد مصير البشرية جمعاء. وقد طرأت، جراء ذلك، على مجالنا البحثي الحديث مواضيع ومحاور وإشكاليات جديدة مرتبطة بالاتصال والحوكمة السياسية، والمواطنة الديمقراطية والتشاركية، والوظيفة الرمزية الاجتماعية لوسائل الاعلام والاتصال الحديثة لا سيما في أوقات الحروب والأزمات. من هنا اخترنا لملتقانا الثامن عنوانا يعبر عن الواقع الراهن وأهم رهانته وهو استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحروب الراهنة من الحرب الناعمة إلى المواجهة العسكرية. بات دعاة السلام يؤمنون أكثر من أي وقت مضى بالوظيفة الاجتماعية الرمزية لوسائل الإعلام والاتصال، التي لا تنحصر في القيام بفعل الإخبار، بل في إعطاء معنى للعالم المحيط بالناس. إذ يقتضي إعطاء المعنى الأخذ بعين الاعتبار إنعكاسات كل فعل إعلامي واتصالي، ومدى مساهمته في إحداث أثر إيجابي في المجتمع. وهذا ما يجعل من الصحفي فاعلاً اجتماعياً، وليس مجرد شاهد على الأحداث. ويحذَر الباحثون من مخاطر انخراط وسائل الإعلام والاتصال في ممارسة التضليل خلال الأزمات والحروب خاصة، وترويج الإشاعات، وتغذية الجهل والأحكام المسبقة، في عالم يشهد الكثير من التغيرات، ومنطقة تحفل بالنزاعات والمخاطر على جميع الأصعدة. كما لا ينبغي إغفال الواقع الجديد لحركة المعلومات في زمن الحروب والأزمات، التي عرفت انفجاراً غير مسبوق قلب حقائق حقبة التسعينيات. قتطور تكنلوجيا المعلومات وظهور شبكة الانترت، وانتشار وسائط التواصل الاجتماعي خلق عالماً جديداً حافلاً بفيض بالمعلومات والأفكار، كسر احتكار وسائل الإعلام التقليدية لمصادر الخبر، حيث أصبح المواطن الحائز على الوسيط التكنولوجي المعلوماتي (هاتف جوال، أو حاسوب..) له دور الفاعل المساهم في صناعة الخبر، وبالتالي في التأثير في الرأي العام. هذا الواقع الجديد، بقدر ما يعقَد الرهان على وسائل الإعلام والاتصال، يفتح المجالَ لمهام وفرص جديدة ترتسم أمام الجهات الدولية والمحلية المعنية بصناعة السلام العالمي. تعتبر المعلومات الموجهة لعامة الناس متغيرًا مهمًا ، بل وحيويًا بالنسبة للجيوش وإدارات النزاعات. في رأي دونالد رامسفيلد نفسه ، "النضال ليس فقط ساحة المعركة، ولا يمكن كسبه أو خسارته إلا في محكمة الرأي العام". نصل إلى مؤتمرنا السنوي الثامن ونذكّر أن الرابطة قد نشأت في نيسان 2014 كشبكة عربية للباحثين في علوم الاعلام والاتصال يتواصلون من خلالها ويشكلون فرقهم البحثية. كان للرابطة سبع مؤتمرات سنوية من بينها اثنان في الخارج، في جامعة مستغانم في الجزائر وفي الجامعة الأردنية في عمان. وملتقانا السادس كان بواسطة تقية زووم من بعد والسابع هنا في كلية الإعلام السنة الماضية في مثل هذا الوقت. وقد نظمت الرابطة ورش عمل عديدة في لبنان والخارج في فلسطين و قطر ومصر والأردن ودهوك... ونتيجة كل هذه النشاطات البحثية صدر للرابطة أحد عشر كتاب إلى جانب 34 عدد من مجلة الاتصال والتنمية البحثية المحكمة. شبكتنا ما زالت حية رغم كل الظروف، بل إنها أعادت إحياء قوتها الأساسية، بتفعيل دور منسقيها في كل البلاد العربية في مختلف مناطقها. أود أن أشيد هنا بجهود أعضاء الهيئة الادارية العامة الممثلة بالمنسقين في سائر الدول العربية وبأعضاء المجلس الإداري في لبنان وهنا شكر خاص لنائب الرئيس المعاون الدائم الدكتور هيثم قطب محرك الرابطة وحارسها الأمين صاحب المبادرات والأفكار الحكيمة. بداية أتوجه بالشكر لرئيس الجامعة البروفسور بسام بدران لرعايته لملتقاننا الثامن وأتمنى له التوفيق في استمراره في قيادة السفينة رغم الرياح العاتية، ولمدير كلية الاعلام عضو الرابطة النشيط المثابر الخلوق دائما المخلص البروفسور رامي نجم الذي لا يزال يبذل كل ما باستطاعته من جهد وخدمات خدمة للمعرفة، لإنجاح هذا الملتقى السنوى العلمي الهام. كما أود أن أتوجه بالشكر لكل من ساهم في التنظيم والتنسيق والاستقبال. كل الشكر لكل أعضاء فريق العمل التقني والعلمي، ولأسرة الرابطة جمعاء، فردا فردا، ولجان التنظيم ولجنة الإعلام وكل الزملاء المشاركين بمداخلات حضوريا ومن بعد ومدراء الجلسات. يسعدني كثيرا أن نكون مجددا في ترابط فعلي، نختبره عند التجربة فتتوحد إرادتنا وقلوبنا وجهودنا في اتجاه واحد، وهذا بالتأكيد ما يساهم دائما في استمرارية الرابطة وانتشارها و ونجاحها في بلوغها أهدافها العلمية. أرحب بكم جميعا وأجدد شكري وأتمنى لكم مشاركة ومتابعة موفقة ومفيدة وممتعة لجلسات المؤتمر وآمل أن نتمكن معا من الخروج بأفكار تساهم في بناء رؤية لاستعادة دورنا المفقود والمساهمة في إحداث التأثير في بلادنا التي تمر بأصعب الأوقات... شكرا لكم. البيان الختامي لمؤتمر الرابطة الثامن اختتمت الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال أعمال ملتقاها الثامن بعنوان " استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحروب الراهنة، من الحرب الناعمة إلى المواجهة العسكرية" ، الذي عقد يومي الخميس والجمعة في 24 و 25 نوفمبر 0222 بمشاركة كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية، في مبنى كلية الإعلام -الفرع الأول- اليونسكو، الساعة الثالثة من مساء يوم الجمعة بتاريخ 25 نوفمبر 2022. وخرج المشاركون بمجموعة من المقترحات تم صياغتها في النقاط التالية: في الرؤية العامة: التأكيد على ان الحرب الإعلامية الرديفة، أو ما يسمى بالحرب السيبرانية، لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، اذا لم نقل انها تتجاوزها في الأهمية. التأكيد على أن الإعلام يلعب دورا مميزا كقوة ناعمة، لذلك يجب توجيهه لصناعة الرأي العام وتشكيله بما يخدم المصالح الوطنية. بناء رؤية مستقبلية محورها مواكبة أبرز التحديات المستقبلية للإعلام الرقمي والمنصات الرقمية الذكية، وتعزيز مستويات الثقة في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام الرقمية. أولويات لدول المنطقة العربية: حث وسائل الإعلام على تنوعها، ولا سيما الإعلام المكتوب على المبادرة إلى حوارات بينية ينتج عنها تقليص الاختلافات في المقاربات حول القضايا الوطنية السيادية من دون المس بمبدأ الحرية الإعلامية المسؤولة. عدم التبني التلقائي لكل ما ينشر في وسائل الإعلام الخارجية، وتحديدًا الوكالات الإخبارية العالمية، وإعطاء الحيز الواسع للموقف اللبناني في كل ما يتصل بقضاياه السيادية. طرح الحلول التنافسية، وبناء رؤية متكاملة تحقق التطور لمنظومة الإعلام الجديد. السعي نحو تقريب وجهات النظر في القضايا الرئيسية المتعلقة بالعمل الإعلامي التقليدي والحديث، بجانب وضع الآليات التنفيذية لدعم دور المؤسسات الإعلامية في تطوير بنية تحتية متوازنة . عدم إهمال دور الاعلام التقليدي واهميته ومصداقيته في زمن الكل اصبح إعلاميا من خلال الإعلام الرقمي. اقتراحات للرابطة: العمل على زيادة الوعي وتثقيف أفراد المجتمع بكيفية التعامل مع الرسائل الإعلامية الموجهه والتي تخدم أغراض واجندات خارجية والكشف عن الرسائل المزيفة من الإعلام الخارجي الموجه. حث وسائل الإعلام والاتصال على تسليط الضوء على التربية وترسيخ قيم المواطنة والهوية الجامعة، ونبذ التطرف والانشقاق، من خلال نشاطات وندوات وورش عمل متخصصة. السعي للمشاركة في تدريب الكوادر الإعلامية الوطنية وإنتاج الرسائل الإعلامية والمشاركة في صياغة استراتيجية إعلامية-اتصالية وطنية. تكثيف جهود التربية الإعلامية والتوعية على استخدام وسائل الاعلام والاتصال من خلال نشاطات محددة هادفة. المشاركة في إنجاز ميثاق شرف إعلامي أخلاقي للبرامج الإعلامية لمواجهة ما قد تقدمه من خطاب كراهية أو عنف من أي نوع كان. السعي لإجراء المزيد من الدراسات الكيفية حول المعايير القيمية والأخلاقية والمهنية للبرامج ومدى التزامها بالمعايير المهنية والأخلاقية.